تقديم :
اذا كان السوق عبر تاريخ المغرب الطويل _خصوصا عصر تجارة القوافل من الشرق وافريقيا_ مجالا خصبا للتنظيم والتواصل والمراقبة والتعاون فيما بين ابناء القبائل وما بين القبائل نفسها.
اذ السوق في تلك الفترة شكل مجالا للتعاون الاجتماعي والتواصل واستقرار للمعاملات المدنية والاقتصادية, ومجالا وفضاءا لعقد اتفاقية الصلح بين القبائل _اي بداية التفاوض في شانها, على ان المسجد او الزاوية هي مكان عقد اتفاقية واعراف الصلح_ وليضا السوق كان فضاءا يستعمله المخزن من اجل فك عزلة القبائل.
لكن مع تطور التجارة من الصحراء الى الموانئ, فقد السوق معناه الاجتماعي والسياسي في معظم المدن المغربية الكبرى وخصوصا الساحلية منها.
فأصبحت الأسواق,مجالا لتلبية حاجيات العرض والطلب, أي تنظيم العلاقات التجارية بين التجار والزبائن.
وفي مرحلة متطورة, حتى تلك العلاقة التجارية القائمة ما بين التجار
ّ كشخص مادي طبيعي ّ وبين الزبون. سوف تعرف التراجع تاركة المجال للمركبات التجارية الضخمة ّ كشخص معنوي خاص ّ والتي تعرض السلع بدون وساطة لأحد, وفي مكان جغرافي محدد.
غير ان هذا التظور لم يقف عند هذا الحد, بفضل ما أصبحنا نتوفر عليه اليوم _ولو بشكل ضئيل_ للأسواق الالكترونية التي تعرض سلعها بدون حاجة الى تحديد زماني او مكاني.
فجل هذه التطورات تحتاج إلى رؤية علمية وعملية في التدبير, فما هو التدبير؟ اعتبر peter drulor التدبير ّّ قرار معقلن يسير ادارة معينة تقصد اهداف محددة يكون قد تم ادراكها, ثم بعد ذلك يتم تنقيحها, ثم بعد ذلك يشرع في تحديد الوسائل التي سيتم بها تحقيق هذه الأهداف وتنفيدها
Cliquez ici pour télécharger