إقبال على" وحدة الجريمة والمجتمع" بكلية مكناس

نورالدين لشهب من مكناس
2011-10-04 14:12

تقاطر الطلبة من كل ربوع المغرب للتسجيل في ماستر جديدة حول "الجريمة والمجتمع" تحت إشراف الدكتور محمد جحاح (الصورة) ومجموعة من الأساتذة الباحثين بالكلية ومن خارج الكلية أيضا.

وبلغ عدد الطلبة الذين وضعوا ملفاتهم قصد الترشيح لمتابعة الدراسة، ضمن هذا التخصص الجديد الذي تم استحداثه لأول مرة في العالم العربي، 1600 طالب وطالبة الذين تقاطروا على مكناس من جميع أنحاء المغرب.

وكشف الدكتور جحاح، في تصريح لـ "هسبريس" بأن الطلبة الذين سيتم اختيارهم لمتابعة الدراسة في هذا التخصص الجديد لا يتعدى عددهم 30 طالبا، الأمر الذي سيجعل اللجنة التي ستتكفل باختيار الطلبة الثلاثين أمام صعوبة عسيرة، مؤكدا أن اللجنة ستتغلب على هذه الصعوية وفق معيار معروف هو مقياس الكفاءة أولا وأخيرا، يضيف الدكتور جحاح في تصريح خاص لهسبريس.

وتأتي مبادرة تدشين مسلك في الدراسات العليا مختص بالجريمة في علاقتها بالمجتمع، بعدما زار الباحث الكندي سعيد برغوت، وهو من أصول جزائرية، مختص في علم النفس الإجرامي، مدينة مكناس وقدم محاضرة برحاب الكلية حول الإجرام قضايا ونظريات، وركز في مداخلته عن الحاجة إلى هذا التخصص في العالم العربي.

ومشروع وحدة الجريمة والمجتمع التي استحدث خلال هذا العام، ولأول مرة بالعالم العربي، هو مشروع شراكة بين جامعة المولى إسماعيل وجامعة MONCTON بكندا.

عن أهداف هذا المشروع العلمي، يقول الدكتور جحاح في تصريح لـ"هسبريس" بأن الهدف هو انفتاح السوسيولوجيا المغربية على القانون وكلية القانون تحديدا، كما أن هناك أهداف علمية معروفة، تتحدد في علاقة الجريمة بالبعد النفسي والسوسيولوجي والقانوني والجنائي ناهيك عن الجغرافيا.

كما أن هناك جانبا علميا، وهو أن السوسيولوجيا بالمغرب منذ البداية كانت ترتهن للسوسيولوجيا الكولونيالية، قبل أن يتم ترسيخ تقليد سوسيولوجي معرفي مع بول باسكون، أو ما يسمى بالسوسيولوجيا المتحررة من النزعة الاستعمارية، ومع ذلك ـ يضيف الدكتور جحاح ـ هناك غياب دراسات علمية في علم الإجرام، والذي بقي حبيس الدراسات الفقهية والقانونية ثم الأمنية، أكثر من ذلك، هناك معيقات أمام قيام علم يقارب ظاهرة الجريمة مقاربة علمية، وتتمثل هذه المعيقات في التمثلاث الشعبية للجريمة ومرتكبيها وطريقة التعامل معهم، الشيء الذي طرح السؤال حول المجرم وليس الجريمة كموضوع للدراسة، وبالتالي بقيت المعالم التي ترسم شخصية المجرم مغيبة، حيث يسود سؤال عن كيفية ردع المجرم عن إجرامه، وهذا سؤال مغلوط، يقول الدكتور جحاح، في الوقت الذي يجب الحديث عن مجرم كشخص والإجرام كظاهرة، وهنا تجد السوسيولوجيا مجالها الخصب.

تجدر الإشارة إلى أن وحدة الجريمة والمجتمع، سيشارك في تأطير طلبتها أساتذة من خارج مهنة التدريس من أمثال وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمكناس عبد العالي مومني، وعميد كلية الحقوق بنجلون محمد، علاوة على إشراك فاعلين في مجال الأمن والقضاء والشرطة القضائية بالعاصمة الإسماعيلية مكناس.

نقلا عن هيسبريس